الكهرباء الساكنة، هي ظاهرة مألوفة في حياتنا اليومية، تتجاوز تجارب الاحتكاك والشرر. في الواقع، لا تقتصر هذه الظاهرة الغامضة على التفاعلات المادية، بل توجد أيضًا داخل أجسادنا. في هذه المقالة ، سوف نتعمق في موضوع الكهرباء الساكنة في جسم الإنسان، وسندرس الآليات التي تؤدي إلى تجمع الشحنات الكهربائية في جسم الإنسان، وكذلك تأثيرها على الجهاز العصبي.

إذا! كيف يمكن لحركاتنا اليومية والعوامل الخارجية أن تزيد أو تنقص هذه الكهرباء الساكنة؟ والأهم من ذلك، ما هي الآثار المحتملة على صحتنا الجسدية التي قد يسببها هذا النوع من الكهرباء؟ وأخيرًا، سنناقش التطبيقات الطبية الناشئة للكهرباء الساكنة، والتي يمكن أن تفتح آفاقًا جديدة ومثيرة في مجال الصحة.

من أين تأتي الكهرباء الساكنة؟

مصادر خارج جسم الإنسان

– تأتي الكهرباء الساكنة (Static electricity) من انتقال الإلكترونات بين مادتين مختلفتين عندما تتلامس أو تحتك مع بعضها. تحدث الكهرباء الساكنة عندما تتراكم شحنات كهربائية في الجسم أو على سطح مادة عازلة، عند احتكاك جسمين ببعضهما البعض، يمكن أن تنتقل الالكترونات من مادة إلى أخرى، مما يؤدي إلى عدم توازن الشحنة. تصبح إحدى المادتين موجبة الشحنة، لأنها فقدت إلكترونات، بينما تصبح المادة الأخرى سالبة الشحنة، لأنها اكتسبت إلكترونات.

– يمكن أن تحدث الكهرباء الساكنة أيضًا بسبب التأثيرات الخارجية، مثل التعرض للمجالات الكهربائية أو المغناطيسية، أو حتى بسبب التفاعل مع الأجسام المشحونة كهربائيًا، مثل الآلات الكهروستاتيكية أو الأجهزة الإلكترونية.

– بالإضافة إلى ذلك، يمكن لبعض الإجراءات اليومية، أثناء التحرك أو المشي على الأسطح العازلة مثل السجاد أو لمس الأشياء المشحونة كهربائيًا، أن تولد أيضًا كهرباء ثابتة في جسم الإنسان.

مصادر داخل جسم الانسان

يتم إنتاج الكهرباء الساكنة في جسم الإنسان بشكل أساسي من خلال العمليات البيولوجية وحركة الشحنات الكهربائية داخل الخلايا. جسم الإنسان عبارة عن نظام كهروكيميائي معقد بسبب العديد من الحركات البيولوجية، مثل عمل الجهاز العصبي، وتقلص العضلات، ونقل المواد عبر أغشية الخلايا، تتضمن حركة الأيونات والإلكترونات.

أسباب وجود الكهرباء الساكنة في جسم الإنسان

– يمكن أن يعزى وجود الكهرباء الساكنة في جسم الإنسان إلى عدة عوامل:

• العمليات البيولوجية: تتضمن العمليات البيولوجية داخل جسم الإنسان حركة الأيونات والإلكترونات، مما يؤدي إلى اختلالات في الشحنات الكهربائية. على سبيل المثال، تنقل الخلايا العصبية إشارات كهربائية على شكل نبضات كهربائية. يتم إنشاء هذه النبضات عن طريق تدفقات الأيونات (الذرات أو الجزيئات المشحونة بالكهرباء) عبر أغشية الخلايا. تسبب حركات الأيونات هذه اختلالات في الشحنات الكهربائية داخل الجسم، مما يؤدي إلى وجود الكهرباء الاستاتيكية.

• شحن الجزيئات: بعض الجزيئات الموجودة في جسم الإنسان ، مثل الماء والبروتينات ، يمكن أن تكون مشحونة جزئيًا كهربائيًا (ثنائي القطب). يمكن أن تؤدي التفاعلات بين هذه الجزيئات وبيئتها إلى إعادة توزيع الشحنة والمساهمة في وجود الكهرباء الزائدة.

• الاحتكاك: يمكن أن يتسبب احتكاك أجزاء مختلفة من الجسم أو الملابس على الجلد في إنتقال الإلكترونات وتكوين الكهرباء الساكنة على جسم الشخص.

– ملاحظة:

تدل هذه الأسباب العلمية على أن الكهرباء الساكنة في جسم الانسان هي ظاهرة طبيعية ناتجة عن العمليات الكهربائية والكيميائية الضرورية لعمله بشكل صحيح. ومع ذلك، في معظم الحالات، لا تشكل مستويات الكهرباء الساكنة المنتجة خطرًا على صحة الإنسان.

تأثير الكهرباء الساكنة على جسم الإنسان

عادة ما تكون الكهرباء الساكنة المنتجة في جسم الإنسان منخفضة الجهد ولا تشكل خطرا على أجسامنا مثل تلك الناتجة عن التفريغ الكهربائي من مصدر خارجي عالي الجهد، مثل مأخذ كهربائي.

مخاطر صدمة الكهرباء الساكنة

– هل الكهرباء الساكنة خطيرة؟
في حقيقة الأمر، من الناحية الصحية، لا تسبب الصدمة الكهربائية الساكنة مخاطر صحية كبيرة بشكل عام. ومع ذلك، قد تسبب الكهرباء الساكنة أحاسيس غير سارة عند حدوث صدمات معينة أو حدوث شرر طفيف.

بالإضافة إلى ذلك، على الرغم من ندرتها، إلا أن الصدمة الكهروستاتيكية يمكن أن تسبب أيضًا صدمة نفسية تزيد من سرعة ضربات القلب أو رد فعل الذهول لدى بعض الأشخاص، خاصةً إذا كانوا لا يتوقعون الشعور بالصدمة. قد يكون هذا النوع من التفاعل أكثر وضوحًا عند الأشخاص الذين يعانون من الحساسية العالية.

وبقدر ما يتعلق الأمر بصحة وجسم الإنسان، فإن المستويات العالية من الكهرباء الساكنه في البيئة الخارجية التي قد تتعرض لها يمكن أن تسبب أحيانًا مشاكل بسيطة، مثل الشعور بعدم الراحة والانزعاج من الصدمة أو تهيج الجلد أحيانا.

دور الكهرباء الساكنة في جسم الإنسان

يكمن دور الكهرباء الساكنة في جسم الإنسان بشكل أساسي في نقل الإشارات العصبية وتقلص العضلات. تولد العمليات الكهروكيميائية وحركة الأيونات داخل الخلايا شحنات كهربائية، مما يسمح بالاتصال بين الخلايا العصبية وتنظيم تقلصات العضلات. لذلك تلعب الكهرباء الساكنة دورًا أساسيًا في حسن سير عمل الجهاز العصبي وعضلات جسم الإنسان.

فوائد الكهرباء الساكنة لجسم الإنسان

تعد فوائد الكهرباء الساكنة لجسم الإنسان موضوعًا مستمرًا للبحث، وعلى الرغم من عدم فهمها تمامًا، فقد تم تحديد بعض الفوائد، خاصة في مجال العلاج الكهربائي. العلاج الكهربائي هو ممارسة طبية تستخدم التيارات الكهربائية الخاضعة للتحكم لعلاج مختلف الحالات الصحية.

من المهم التأكيد على أن العلاج الكهربائي يجب أن يُدار من قبل متخصصين مدربين في الرعاية الصحية لتجنب أي مخاطر محتملة. على الرغم من أن العلاج الكهربائي قد أظهر فوائد في بعض المواقف الطبية، إلا أنه قد لا يكون مناسبًا للجميع ويجب استخدامه بحذر.

كيفية التخلص من الكهرباء السكونية بالجسم؟

للتخلص من الكهرباء الساكنة بالجسم وتقليل الشعور بالصعق الكهربائي، إليك بعض النصائح البسيطة التي يجب اتباعها:

ارتداء ملابس طبيعية

تميل الأقمشة الطبيعية، مثل القطن أو الصوف، إلى توليد كهرباء ساكنة أقل من الأقمشة الاصطناعية. عن طريق اختيار الملابس الطبيعية، يمكنك تقليل تراكم الكهرباء الساكنة على جسمك.

المشي حافي القديمين

يمكن أن يساعد المشي بأقدام حافية على سطح موصل مثل العشب أو الأرض على تفريغ الكهرباء الساكنة المتراكمة في الجسم تلقائيًا وكسب الطاقة في نفس الوقت. يساعد الاتصال المباشر بالأرض في تبديد الكهرباء الساكنة بتوجيهها نحو الارض، وهي طريقة طبيعية وفعالة للتخلص من الشحنات الكهربائية التي توجد في أجسام الناس.

مرطب الجلد

يعتبر ترطيب الجلد أيضًا وسيلة فعالة لتقليل الإحساس بالصعق الكهربائي. من غير المرجح أن تولد البشرة الرطبة جيدًا الكهرباء الساكنة وتسبب أحاسيس مزعجة عند لمس الأشياء أو الاسطح. يمكن أن يساعد استخدام المرطبات في الحفاظ على مستويات الرطوبة المثلى لتقليل جفاف الجلد وتقليل آثار الكهرباء الساكنة.

مرطب الجو

استخدام مرطبات الجو يمكن أن يحافظ على مستويات رطوبة متوازنة في المنزل، وبالتالي سيقلل من تخزين وتراكم الكهرباء الساكنة. تعرف بأنها مفيدة عندما يكون الهواء غالبًا أكثر جفافًا.

الكهرباء الساكنة في جسم الإنسان ظاهرة طبيعية ناتجة عن العمليات البيولوجية داخل الجسم وتجمع الشحنات الكهربائية الموجبة والسالبة فوق بعض المواد. على الرغم من أنه يمكن أن يولد أحاسيس صعق كهربائي غير مرغوب فيها ويسبب صدمات كهربائية صغيرة، إلا أن الكهرباء الساكنة المنتجة في جسم الإنسان منخفضة، وهذا يعني بشكل عام أنها لا تشكل خطراً كبيراً على صحة الانسان.

المصدر : موقع كهربائي